قصة وفاء رائعة من زوج لزوجته (من الواقع )
قريبة لي سأكنيها الان في القصة ( بأم أحلام ) توفيت وتركت بنت وثلاثة أبناء ..وكان موتها بسكتة قلبية وكانت علاقتها بزوجها رائعة للغاية ويسود حياتهما
الود والمحبة وكانت علاقتها بكل أسرة زوجها ممتازة ورائعة بل وجميع من يعرفها ..وعند وفاتها كان الكل يمتدحها على حنانها وطيبتها فأم زوجها قالت كانت فلانة وتقصد أم أحلام تحضر لعندي من الصباح لتساعدني في أعمال المنزل من طبخ وغسيل وغيره من الاعمال علماً أن أم أحلام لم تكن تسكن معها وكان لها سكن خاص ولكنها كانت إمرأة نشيطة وربة منزل ممتازة فبعد أن تنهي أعمالها اليومية في بيتها كانت تخصص وقت لمساعدة أم زوجها في أعمالها وهي إمرأة متوسطة العمر ولكن عندها عدد من الامراض وأسرتها كبيرة العدد.
وبعد وفاة أم أحلام ..أصيب الزوج وإسمه طاهر بصدمة قاسية وهاتف والدة زوجته وأخبرها أن أم أحلام قد توفيت وكان مصدوم جداً وفي أيام العزاء كانت حالته النفسية متعبة جداً وغير مصدق أن زوجته توفيت ..وتوفيت أم أحلام وتركت خلفها فتاة في أواخر المرحلة الثانوية وهي مثال
ونموذج للأخلاق العالية والراقية وحب العلم والتفوق والنجاح الدراسي والالتزام الديني والاخلاقي وكانت هذه الفتاة محل نظر الجميع في أيام العزاء ...فبرغم صدمتها الشديدة جداً الا أنها كانت صابرة محتسبة تصلي وتقرأ القرآن باستمرار ..فلم تفقد رشدها أو تقول كلاماً يعبر عن رفضها لما حدث بل كانت مثال للفتاة المتدينة العارفة بربها وتركت لها أمها ثلاثة أخوة أصغرهم عمره سنة ..وكانت أحلام تمسك بأخيها الصغيرواسمه محمد وحدث أن جدتها أم أمها قالت لها دعي محمد معي فقالت لا أستطيع ..أمي قالت لي قبل وفاتها وكأنها كانت ((تشعر أنها ستموت في ذاك اليوم) ((ردي بالك من خوتك يا أحلام قريهم وفهميهم كان في حاجة مش فاهمينها ( وأحلام طالبة متفوقة جداً في دراستها ودخلت كلية الطب بعد وفاة أمها واستمرت ترعى إخوتها وهم في المرحلة الاعدادية وتدرس وكانت تنجح باستمرار .
أما الزوج فحاول الكثير من الرجال أن يقنعوه بالزواج مرة أخرى وعمره تقريباً لايزيد عن 42 سنة وقد تزوج أم أحلام في وقت مبكر وانصب كل تركيزه على أولاده الاربعة أحلام وإخوتها الثلاثة وكان يرفض رفضاً تاماً أن يحدثه أحد عن موضوع الزواج بل كان يتضايق عندما يحدثه أحد في الموضوع ومن بين من حاولوا اقناعه بالزواج أم زوجته ولكن رفض وحتى اليوم بعد مضي عدة سنوات لازال يزور قبر أم أحلام كل أسبوع حيث يقرأ القرآن ويهدي ثواب الدعاء بعد القراءة لها و يجلس عند قبرها ويظل مدة لا تقل عن ساعة ويصلي صلاة الجمعة في الجامع القريب من المقبرة علماً بأن المقبرة تقع في مكان بعيد عن المنزل ويقطع كل جمعة مسافة طويلة بالسيارة ليزور زوجته في قبرها ..
أدعو الله أن يخفف عن الاخ طاهر مايعانيه من أحزان والآم لفقد زوجته وأن يجازيه الله خير الجزاء في الدنيا والآخرة وأن يجد من تعوضه فقدان زوجته الغالية وأدعو لأم أحلام أن يتغمدها الله برحمته الواسعة وأن يجازيها الله خير الجزاء على حسن تبعلها لزوجها وطيبتها مع الجميع.
ملاحظة :القصة استخدمت فيها أسماء مستعارة وليست الأسماء الحقيقية لأسباب متعددة .