كم من فتياتنا الغافلات المغرر بهن يعشن هذا الوهم فربما أنهن في بداية الطريق ولكن النهاية مره لان التعامل مع أولئك الذئاب البشرية صعب للغاية فهم يمتلكون الكلمات الرنانة التي تلامس شغاف القلوب والالسانه التي تقطر عسلا لنيل رغباتهم ثم البحث عن صيد جديد يستلون عليه وتبقي الآهات والحسرات في قلوب تلك الفتيات ويبقي العار والمذلة مصاحبا لهن طيلة أعمارهن وهنا أورد بعض القصص الواقعية التي ارجوا إن تكون فيها العظة والعبرة لكل من سلكت هذا الطريق أو تفكر في سلوكه فهذا الطريق مظلم واليكم القصص.
القصة الأولى أنا فتاة في التاسعة والعشرين من عمري ،تعرفت على شاب أثناء دراستي الجامعية! وكانت الظروف كلها تدعونا لكي نكون معا رغم انه ليس من بلدي ، تفاهمنا منذ الوهلة الأولي . ومع مرور الأيام توطدت العلاقة بحيث أصبحنا لا نطيق فراقا!،وبعد انتهاء الدراسة عاد إلى بلده ، وعدت إلى أسرتي ، واستمر اتصالنا عبر الهاتف والرسائل ، ووعدني بأنه سيأتي لطلب يدي عندما يحصل على عمل ، وبالطبع وعدته بالانتظار . ولم أفكر أبدا بالتخلي عنه رغم توفر فرص كثيرة لبدء حياة جديدة مع آخر!!.. عندما حصل على عمل اتصل بي ليخبرني أنه آتي لطلب يدي، وفاتحت أهلي بالموضوع وأنا خائفة من رفضهم،ولكنهم لم يرفضوا !..سألني أبى أن كان أحد من أهله سوف يأتي معه ، ولما سألته تغير صوته وقال: انه قادم في زيارة مبدئية..شئ بداخلي أقنعني بأنه لم يكن صادقا . وليته لم يأتي_ربما لانه قد يكون سلبها أغلى ما تملك وهي عفتها- حيث عاد بعدها إلى بلده وانقطعت اتصالاته، وكلما اتصلت به تهرب مني ، إلى أن كتبت له خطابا ، وطلبت منه تفسير ما حصل، وجاءني الرد الذي صدمني ، قال وبكل وقاحة((لم أعد احبك، ولا أعرف كيف تغير شعوري نحوك ، ولذلك أريد إنهاء العلاقة..)). أدركت كم كنت مغفلة وساذجة لأنني تعلقت بالوهم ست سنوات .. ماذا أقول لاهلي ؟ اشعر بالوحدة القاتلة. القصة الثانية لا أريد أن تكتبوا مأساتي هذه تحت عنوان(دمعة ندم)بل اكتبوها بعنوان(دموع الندم والحسره) تلك الدموع التي ذرفتها سنين طوالا .... أنها دموع كثيرة تجرعت خلالها آلاما عديدة ، وإهانات، ونظرات كلها تحتقرني بسبب ما اقترفته في حق نفسي وأهلي...وقبل ذاك: حق ربي. أنني فتاة لا تستحق الرحمة أو الشفقة .... لقد اسئت إلى والداتي وأخواتي ، وجعلت أعينهم دوما إلى الأرض لا يستطيعون رفعها خجلا من نظرات الآخرين ....كل ذلك كان بسببي ...لقد خنت الثقة التي أعطوني إياها بسبب الهاتف اللعين....بسبب ذلك الإنسان المجرد من الضمير الذي أغراني بكلامه المعسول ، فلعب بعواطفي وأحاسيسي حتى أسير معه في الطريق السئ.... وبالتدرج جعلني أتمادى في علاقتي معه إلى أسوأ منحدر..كل ذلك بسبب الحب الوهمي الذي أعمي عن عيني الحقيقة، وأدي بي في النهاية إلى فقدان أعز ما تفخر به الفتاة ، ويفخر به أبواها ، عندما يزفها إلى الشاب الذي يأتي إلي منزلها بالحلال... لقد أضعت هذا الشرف مع إنسان عديم الشرف، إنسان باع ضميره وإنسانيته بعد إن اخذ مني كل شئ ،فتركني أعاني واقاسي بعد لحظات قصيرة قضيتها معه... لقد تركني في محنة كبيرة بعد أن أصبحت حاملا!!! ولم يكن أحد يعلم بمصيبتي سوى الله سبحانه .... وعندما حاولت البحث عنه كان يتهرب مني ..على عكس ما كان يفعله معي من قبل إن يأخذ ما يريد.... لقد مكثت في نار وعذاب طوال أربعة اشهر ،ولا يعلم إلا الله ما قاسيته من آلام نفسية بسبب عصياني لربي ، واقترافي لهذا الذنب .. ولأن الحمل اثقل نفسيتي وأتعبها .. كنت أفكر كيف أقابل أهلي بهذه المصيبة التي تتحرك في أحشائي؟...فوالدي رجل ضعيف ولا يكاد الراتب يكفيه ... ووالدتي امرأة عفيفة وفرت كل شئ لي من اجل أن أتم دراستي لأصل إلى أعلى المراتب ! لقد خيبت ظنها ، وأسأت أليها إساءة كبيرة لا تغتفر، لا زلت أتجرع مرارتها حتى الآن ...... إن قلب ذلك الوحش رق لي أخيرا حيث رد على مكالمتي الهاتفية بعد إن طاردته...وعندما علم بحملي ، عرض على مساعدتي في الإجهاض وإسقاط الجنين الذي يتحرك داخل أحشائي.... كدت اجن ...لم يفكر إن يتقدم للزواج منى لاصلاح ما أفسده بل وضعني أمام خيرين : أما أن يتركني في محنتي ، أو أسقط هذا الحمل للنجاة من الفضيحة والعار...ولما مرت الأيام دون أن يتقدم لخطبتي ، ذهبت إلى الشرطة أخبرهم بما حدث من جانبه ، وبعد إن بحثوا عنه في كل مكان وجدوه بعد شهرين من بلاغي، حيث انه أعطاني اسم غير اسمه الحقيقي ....لكنه في النهاية وقع في أيدي الشرطة واتضح انه متزوج ولديه أربعة من الأولاد ،ووضع في السجن...وها أنا الآن اكتب لكم بعد خروجي من سجن الشرطة إلى سجني الأكبر منزلي ، ها أنا قابعة لا اكلم فيه أحد، ولا يراني أحد ، بسبب تلك الفضيحة التي سببتها لأسرتي ، فأهدرت كرامتها ، ولوثت سمعتها النقية.....لقد اصبح والدي كالشبح يمشي متهالكا هزيلا يكاد يسقط من الإعياء ..بينما أمي أصبحت هزيلة ضعيفة ، تهذي باستمرار ،وسجنت نفسها بإرادتها داخل المنزل خشية من كلام الناس ونظراتهم..... أنني من هذه الغربة المريرة أرسل لكم بحالي .. إنني ابكي ليلا نهار ولعل الله يغفر لي خطيئتي يوم الدين, وأطلب منكم الدعاء بان يغفر لي ويتوب على ويخفف من آلامي