السلام عليكــم ورحمـة الله وبركاتــه ،،
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
أسأل الله أن ينفع بها كل من قرأها.. جزاكم الله الفردوس الأعلى
بارك الله فيكم وجزاكم الله خيرا
نصائح لجميع الأسر نفع الله بها
الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على رسوله نبينا محمد وآله وصحبه.
أما بعد: إلى إخواني وأخواتي في الله وأبنائهم وبناتهم حفظنا الله جميعاً بالإسلام وتوفَّانا مسلمين وجمعنا بوالدينا ووالديهم وذرياتنا وأهلينا في الفردوس الأعلى برحمته، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. وبعد:
أهدي إليكم بدافع المحبة والنصح ما خطر ببالي من نصائح تذكرة لنا جميعا والذكرى تنفع المؤمنين.
أولاً: أوصيكم ونفسي بتقوى الله سبحانه في السر والعلن ولنعلم أنه لن يبلغ عبدٌ حقيقة التقوى حتى يضحي بمراد نفسه ومحبوبها في سبيل مراد ربه سبحانه، وأمثلة ذلك كثيرة ابتداءً من الإخلاص لله والحذر من الرياء والسمعة وإيثار الدنيا على الآخرة، ثم المحافظة على الصلوات الخمس مع جماعة المسلمين والنساء في بيوتهن في أوقاتها والحذر من النوم عنها وتأخيرها عن أوقاتها خصوصاً صلاة الفجر وصلاة العصر لأن الذي يتأخر عن الصلاة ولو كان بسبب النوم - إذا كان عادةً له - فقد قدَّم هواه وشهوته على مرضاة ربه كما هي حال من يفعل المعاصي من الشهوات المحرمة والعياذ بالله ، بل إن من أمثلة اتباع الهوى وعبادة الشيطان متابعة أهل المعاصي في معاصيهم كإسبال الرجال للثياب والمشالح وحلق اللحى، وتشبههم وتشبه النساء بالكفار فيما هو من خصائصهم ومحبتهم وقد جاء في الحديث: «من تشبه بقوم فهو منهم» وفي الحديث الآخر: «المرء مع من أحب» ومن المؤسف أن أكثر النساء يتشبهن بالكافرات ومن على شاكلتهن من المتهتكات المتبرجات من التعري خصوصا في المحافل، ومثل التعري لبس الضيق كالبنطلون والشفَّاف ، واتخاذ العدسات الملونة ونمص الحواجب، وهذه مصيبة عظيمة يُخشى على الواقعات فيها غضب الله ولعنته وعذابه بعد الموت كما ورد الوعيد بذلك.
ثانياً: يجب التعاون بيننا شيباً وشباناً بالتناصح والتوجيه بطريقة سرية لكل من يقع في أي مخالفة.
ثالثاً: ينبغي التسامح بيننا وعدم المؤاخذة لأن كلاً منا يخطئ ويجب أن يحمل أخاه على أحسن محمل، وأن يعفو عمّن ظلمه فإن العافي أجره على الله.
رابعاً: يجب التعامل مع الناس بحسن الخلق وتحمل الأذى وكفه عنهم وحب الخير لهم والدعاء لهم ولولاة أمرهم، فإن حسن الخلق أثقل شيء في الميزان.
خامساً: أوصي الجميع وخصوصاً الشباب والشابات ببر والديهم والحذر من عصيانهم فإن العاق والظالم يعجِّل الله لهما العقوبة في الدنيا مع ما ادخر لهما من عقاب في الآخرة، ولما استأذن شابٌ النبيَ صلى الله عليه وسلم للجهاد سأله: أحيٌ والداك؟ قال: نعم، قال: ففيهما فجاهد، وقال صلى الله عليه وسلم: «رغم أنف -ثلاثاً- من أدرك والديه أو أحدهما عند الكبر فلم يدخلاه الجنة» إلا إذا أمرا بمعصية الله فلا طاعة لمخلوق في معصية الخالق.
سادساً: أوصيكم ونفسي بإصلاح وتربية أولادنا تربية إسلامية، وعمارة بيوتنا بذكر الله وتلاوة القرآن وإخراج ما فيها من المنكرات كوسائل البث المحرمة البصرية والسمعية والاكتفاء بإذاعة القرآن والقنوات الإسلامية والمجلات والأشرطة الإسلامية، ولا أنسى تذكيركم ونفسي بالاهتمام بالتفقّه في الدين واحترام العلم وأهله العاملين به فهذا من تعظيم الله ورسوله لأنهم ورثة الرسل ونور الأرض وفي الحديث: «ليس منا من لم يعرف لعالمنا حقه».
سابعاً: يجب على كل منا إذا كان في مجلس فيه تلاوة قرآن أو ناصح يُذكِّر بالله ودينه أن ينصت بنية تعظيم الله وآياته ورجاء الفائدة والثواب، وإذا دخل في مجلس وفيه من يُذكِّر عليه أن يجلس حيث ينتهي به المجلس ويُسَلِّم سراً، فإذا انتهى الحديث صافح الجالسين إن أراد مصافحتهم.
ثامناً: احذروا وخصوصاً الشباب والشابات من تغرير الماسونيين الذين غزوا شباب المسلمين فزينوا للعصاة الإلحاد والإباحية والدعوة إلى ذلك حتى ظهر فريق العلمانيين المحاربين للإسلام والمتمسكين به؛ وهؤلاء العلمانيون هم المنافقون الذين وصفهم الله في أول سورة البقرة وسورة المنافقين وغيرهما، وزينوا للمتدينين والصوفية الجهال المسنين عبادة أهل القبور والاستغاثة بهم والذبح لهم والطواف بقبورهم باسم التوسل بالأولياء والصالحين، وزينوا للشباب المتدين تكفير الحكام ومن على طريقتهم الواقعين في بعض الكبائر والحكم بغير ما أنزل الله ولم يعلم أولئك الذين يكفرونهم أن الذي يقع في الكفر جهلاً أو لهوى أو خوفاً مع الاعتراف بأن ما يرتكبه باطلاً وأن الحق هو تحكيم شرع الله وتحريم ما حرم الله يعد فاسقاً لا كافراً خارجاً من الملة وهذا يحرم الخروج عليه وإنما يُنَاصح ويطاع في المعروف، وكان أول من دسَّ هذه الدعوة الهدامة اليهودي الزنديق عبدالله بن سبأ فسعى في تفريق المسلمين بفكرة التشيُّع لآل البيت وتكفير الخلفاء الراشدين الثلاثة وأكثر الصحابة فوُجِدت الرافضة والخوارج.
تاسعاً: ليحذر كل منا الوقوع في المعاملات المحرمة التي انتشرت في هذا الوقت كربا البنوك والمساهمات المختلطة بالربا والجهالة وعقود القمار كالتأمين على الحياة والسيارة والبضائع، والمشاركة في قمار اليناصيب كالدخول في مسابقاتٍ لحل أسئلةٍ تنشرها مثلاً بعض الصحف أو المؤسسات فيدفع المتسابق مبلغاً باسم تكلفة الرسالة لعله أن يكسب الجائزة الموضوعة للفائز وهي حرام على آخذها ودافعها لأنها أكلٌ لأموال الناس بالباطل، ومثل الرقم (700) الذي يضحك به المجرمون على الناس عن طريق الاتصالات بواسطة إرسال رسائل إلى جوالاتهم يبشرون كل واحد بفوزه كذباً بمليون ريال إذا اتصل بالرقم المذكور الذي يكلف الاتصال به ما يقارب عشرة ريالات للدقيقة، ولا تغتروا بفتاوى من يجيز هذه الأمور فهي فتاوى مخالفة للنصوص ومخالفة لما أفتى به كبار العلماء وقد قال صلى الله عليه وسلم: «البر ما اطمأنت إليه النفس، والإثم ما حاك في النفس وتردد في الصدر وإن أفتاك الناس وأفتوك» اللهم اكفنا بحلالك عن حرامك.
عاشراً: ليجتهد كل منا في محاسبة نفسه وختم حياته كبيراً أو شاباً أو شابة بتوبة صادقة ورجوع إلى الله سبحانه قبل أن تباغته المنية فيندم حين لا ينفعه الندم، أسأل الله سبحانه لي ولكم حسن الخاتمة. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.