السلام عليكــم ورحمـة الله وبركاتــه ،،
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين
وبعد:
أحبابي فى الله لابد أنكم فى شوق لمعرفة من هم هؤلاء الذين إصطفاهم الله لينا لو هذا الأجر العظيم.
فوالله إن المرء منا يتمنى أن يصبح مثل واحدا
من الصحابة فما بالكم بأخذ أجرا كخمسين منهم رضوان الله عليهم أجمعين .
لن أطيل عليكم (( إنهم الغرباء )).
لقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم . [ بدأ الإسلام غريبا وسيعود غريبا فطوبى للغرباء .قيل وما الغرباء يا رسول الله قال:
الذ ين يصلحون إذا فسد الناس : رواه مسلم
ومعناه هم الذ ين يزيدون خيرا وإيمانا وتقى إذا نقص الناس من ذلك ولقلتهم في الناس سمو ( الغربا ء) فإن أكثر الناس
على غير هذه الصفات . فأهل السنه الذين يميزونها من الأهواء والبدع هم غرباء،
والداعون إليها الصابرون على أذى المخالفين هم أشد هؤلاء غربه .ولكن
هؤلاء هم أهل الله حقا فلا غربة عليهم وإنما غربتهم بين الأكثرين ؛ الذين قال الله تعالى فيهم: ( وإن تطع أكثر من فى الأرض يضلوك عن سبيل الله ) سورة
الأنعام (11). فأولئك هم الغرباء من الله ورسوله ودينه وغربتهم هى الغربه الموحشه وإن كا نوا هم المعروفون المشار إليهم، أما غربتك أنت أيها المسلم
الموحد المتمسك بدينه وسنة نبيه عليه السلام فلاغربة عليك ولا وحشة هل تعر ف
لماذا؛ لأن وليك الله ورسوله وا لذين أمنو ؛ وإن عاداك أكثر من فى الأرض
؛ يقال والله أعلم عند ما خرج موسى عليه السلام هاربا من قوم فرعون وهو وحيد غريب خائف جائع فقال (( يارب وحيد مر يض غريب . فقيل له : يا موسى الوحيد من ليس
له أنيس والمريض من ليس له طبيب والغريب من ليس بينه وبيني معامله )) ومن صفا ت هؤلاء الغرباء الذين أشار إليهم النبي صلى الله عليه وسلم
التمسك بالسنة ؛ إذا رغب عنها الناس وترك ما أحدثوه وإن كان هو المعروف عندهم وتجريد التوحيد وإن أنكر ذلك أكثر الناس إن هؤلاء الغرباء منتسبون إلى
الله بالعبودية له وحده وإلى رسوله بالإتباع لما جاء به وحده وهؤلاء هم القابضون على الجمر حقا وأكثر الناس لائم لهم فلغربتهم بين الخلق يعدونهم أهل
شذوذ وبدعه ومفارقة للسواد الأعظم : لقد سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن هذه الأيه ( (( يأيها الذ ين أمنوا عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا إهتديتم))المائدة 105
( فقال: ائتمروا بالمعروف وتناهوا عن المنكر ؛ حتى إذا رأيتم شحا
مطاعا وهوى متبعا ؛ ودنيا مؤثره ؛ وإعجاب كل ذي رأى برأيه ؛ فعليك
بخاصة نفسك ودع عنك العوام . فإن من ورائكم أيام الصبر .الصبر فيهن مثل القابض على الجمر للعامل فيهن أجر خمسين رجلا يعملون مثل عمله : قلت يا رسول الله
أجر خمسين منهم قال :أجر خمسين منكم . وهذا الأجر العظيم إنما هو لغربته بين الناس ؛ واللتمسك بالسنه بين ظلمات أهوائهم وارائهم .فهو غريب في دينه لفساد أديانهم . غريب في صلاته لفساد صلاتهم .غريب فى طريقه لضلال طرقهم . فهوغريب فى أمور
دنياه وأخرته لا يجد من العامه مساعدا ولا معينا .(( فطوبى للغرباء))
أسأل الله بأسمائه الحسنى ماعلمت منها وما لم أعلم أن يجعلنى وإياكم أشدهم غربه لنفوز بهذا الأجر العظيم