عرف ابن شبيب بمهارته في حل الألغاز..فما الغز إليه أحد بنثر أو بشعر في شيء إلا وأجاب مصيباً مهما حاولوا التعمية والتعجيز.. حتى أعيى بذلك واضعي الألغاز.. ولهذا تفاوض أبو غالب بن الحصين مع أبي منصور محم ابن سليمان.. في أمر شبيب وكيف أنه لايستعصي عليه لغز.. فاقترح أبو منصور أن يصنعا له لغزين ليس لهما حل.. وبعد تفكير اتفقا أن يصنعا لغزين لا يقصد بهما شيء .. ولاحل لهما.. يضعان بهما من الأوصاف مانتاقص.. فكتبا في اللغز الأول : وماشـيٌ له في الرأس رجْــلٌ *** ومـوضع وجهه منـه قفاه إذا غمضـت عينك أبصرتـه *** وإن فتحت عينك لا تـراه ثم إنهما كتبا في اللغز الثاني : وجار هـو تيّـارُ *** ضعيف العقل ضوّارُ بـلا لحم ولا ريـش ***وهو في الرمز طيار بطبع باردٍ جــداً ***ولكن كله نار ثم انهما بعثا بهذين اللغزين إليه وهما على ثقة من عجزه ان يذكر شيئاً .. فإذا هو يرد الرقعتين اليهما وقد كتب علىالاولى : الحل هو طيف الخيال في النوم وعلى الثانية ... الحل هو الزئبق". فجاءا اليه .. وقالا له ان اللغز الاول قد يساعدك على انه طيف الخيال البيت الثاني ولكن ماذا تصنع في البيت الاول الذي يصفه بأن موضع الرأس رجل .. ، قال : الذي يتأتى للانسان في نومه يفسر بالعكس فمن رأى انه يبكي فسر له بالسرور ومن رأى انه مات فسر له بطول العمر .. قالا .. وكيف تفسيرك للثاني بأنه الزئبق؟ قال نعم : لأن أرباب الكيمياء يرمزون للزئبق بالطيار اذ يناسب ذلك صفته وأما برده فمعروف ومن شدة برده ثقل وزنه .. وكله نار لسرعة حركته وتشكله في افتراقه والتئامه .. فعجبا وقالا والله عندما نظمنا هذا الشعر ما خطر لنا طيف خيال .. ولا زئبق لنا على بال .. ولكن عندما سمعنا لكلامك وثقنا ان اللغزين ينطبقان عليهما!!