موضوع عن الاخلاق
قال تعالي " وانك لعلي خلق عظيم " : وهذه شهادة من الله بانه اكمل الأخلاق وأتمها وأرفعها
قال تعالي " لقد كان لكم في رسول الله اسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الاخر" وفي هذه الاية حث من الله لعباده للاقتداء برسوله الذي كمله خلقا وشرفه اصلا ورفعه منزلة وقدرا ولذوي الاخلاق الفاضلة منزلة عالية ففي الحديث الصحيح " اكمل المؤمنين أحسنهم أخلاقا " وان من أحبكم الي وأقربكم مني مجلسا يوم القيامة أحسانكم أخلاقا"
وهذه نماذج من الاخلاق المحمدية فلننظر اليها ونحث النفس علي التشابه والتحلي الصادق بها
الكرم المحمدي
كان الكرم المحمدي مضرب الأمثال وكان صلي الله عليه وسلم لايرد سائلا الا ويعطيه ، فقد سأله رجل حله كان يلبسها فدخل بيته فخلعها ثم خرج بها في يده وأعطاه اياه
عن ابن عباس رضي الله عنه قال : كان رسول الله (ص) أجود الناس وأجود ما يكون في شهر رمضان حين يتلقاه جبريل فيدارسه القرآن فرسول الله (ص) أجود من بالخير من الريح المرسلة
وهذه امثلة لجوده وكرمه
- أعطي العباس رضي الله عنه من الذهب مالا يطيق حمله
- أعطي معوذ بن عفراء ملئ كفه حليا وذهبا لما جاءه بهدية من رطب وقثاء
- جاءه رجلا فساله فقال ما عندي شئ ولكن اشتري ما تحتاجه علس حسابي وان أسدده اليك ان شاء الله فاذا جاءنا شئ قضيناه
والحبيب هو اجود الناس كرم وعطاء وهو القائل : ما من يوم يصبح العباد فيه الا وملكان بنزلان يقول: " أحدهما اللهم اعط منفقا خلقا " ، ويقول الأخر "اللهم أعط ممسكا تلفا "
ويقول ايضا يقول الله تعالي : ابن ادم أنفق أنفق عليك
الحلم المحمدي
وهو ضبط النفس حتي لا يظهر منها ما يكره قولا أو فعلا عند الغضب وهذه الأحداث تدل علي حلمه
-لما شجت وجنتاه وكسرت رباعيته ودخل المنفر في راسه (ص) يوم احد قال : " اللهم اغفر لقومي انهم لا يعلمون "
- لما جذبه الاعرابي بردائه جذبة شديدة حتي أثرت في صفحة عنقه (ص) وقال : أاحمل لي بعيري هذين من مال الله الذي عندك فانك لا تحمل لي من مالك ومال ابيك ،حمل عيه (ص) وقال : "المال مال الله وانا عبده ويقاد منك يا اعرابي ما فعلت بي فقال الاعرابي لا فقال النبي (ص) لم ،قال لانك لا تكافئ السيئة بالسيئة فضحك (ص) وامر ان يحمل له علي بعير شعير ،وعلي اخر تمر
- جاءه زيد بن سعنه أحد اخبار اليهود يتقاضي دين له علي النبي (ص) فجذب النبي من ثوبه وقال بصوت مغلظ : " انكم با بني عبد المطلب مطل فانتهره عمر وشدد له في القول والنبي (ص) يبتسم وقال انا وهو كنا الي غير هذا احوج منك با عمر تأمرني بحسن القضاء وتأمر بحسن التقاضي وقال (ص) لقد " بقي من أجله ثلاث " وأمر عمر أن يقضيه ماله ويزيد عشرين صاعا لما روعه وكان ذلك سبب اسلامه
وعن عائشة رضي الله عنها قالت : ما رايت (ص) منتصرا من مظلمه ظلما قط ، مالم تكن حرمه من محارم الله ، وما ضرب بيده شيئا قط الا ان يجاهد في سبيل الله ، وما ضرب خادما قط ولا امرأة
العفو المحمدي
وقد أمر الله به رسوله الكريم ففي سورة الأعراف في قوله تعالي " خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين"
وعندما سأل (ص) جبريل عن هذه الأيه فقال له ان الله يأمرك ان تصل من قطعك وتعطي من حرمك وتعفو عمن ظلمك
وهذه الأمثله دليل علي ذلك :-
عن عائشة رضي الله عنها قالت : " ما خير رسول الله (ص) بين امرين الا اختار أيسرهما ما لم يكن اثما فان كان اثما كان ابعد الناس عنه وما انتقم (ص)لنفسه الا ان تنتهك حرمة الله تعالي فينتقم لله بها "
- تصدي له غورث ابن حارث ليفتك به (ص) حيث كان يجلس تحت شجرة وحده قائلا وأصحابه كذلك ولم ينتبه (ص) الا وغورث قائم علي رأسه والسيف في يده وقال : " من يمنعك مني فقال (ص) الله" ، فسقط السيف من يد غورث فأخذه النبي (ص) وقال من يمنعك فقال غورث : "كن خير آخذ فتركه وعف عنه "
- عندما دخل المسجد الحرام يوم الفتح وكان أهالي قريش ينتظرون جكم رسول الله فقال يا معشر قريش ما تظنون اني فاعل بكم قالوا اخ كريم وابن اخ كريم فقال (ص) اذهبوا فأنتم الطلقاء فعفا عنهم
- سحره لبيد بن الأعصم اليهودي ونزل الوحي بذلك وعف عنه (ص)
- عندما تأمر المنافقون عليه ليقتلوه وهو في عودته من تبوك للمدينه فعفي عنهم وقال : "لا يتحدث ان محمدا يقتل أصحابه"
- عندما جاء رجل يريد قتله وعندما اكتشف امره اضطرب الرجل من شدة الخوف وقال له (ص) لاتراع لا تراع ولو اردت قتلي وعفا عنه صلي الله عليه