عندما تختفي معالم الجمال!!!
للدكتور عبدالله الشمراني
للجمال قيمة في نفوس الكثير من الخلق ولكن الملاحظ أن هذا الجمال يبدأ في التناقص شيئا فشيئا
بعد فترة من الزمن . فيا ترى ما هو السبب ؟ أهو انخفاض قيمة الجمال من مصدره أم أن السبب
انخفاض قيمة الجمال في عين الرائي
. وأياً كان السبب فالنتيجة واحدة وهي تلاشي تلك المشاعر وتلك الكلمات والجماليات التي كنا
نعيشها مع بعضنا البعض حينما كنا نرى كل شيء حولنا يحمل الجمال الذي ننشده وكمثال على هذا
حينما يخطب الرجل الفتاة ويتزوجها يكون في بداية حياته كل شيء فيها جميل وهذا أمر رائع
ولكن بعد فترة تتغير هذه النظرة وللأسف ربما لم يصبح يرى فيها إلا كل قبيح وهنا أتساءل
فأقول ما هو السبب ؟
ربما يكون السبب أنه ظل ينظر بنفس النظرة التي كان ينظر بها قبل سنوات ولم يحاول أن يغير
زاوية النظر بل ولم يحاول أن ينظر إلى جماليات أخرى في هذه المرأة . نعم قد تفقد المرأة الكثير
من جمال وجهها مع تقادم الزمن ولكن لا شك أن هناك جماليات أُخرى نشأت في حياتها وهي
كثيرة وجديرة بأن ننظر إليها لأن ذلك يجعلنا في حالة توقد جمالي وحينما نكون كذلك فسينطبق
علينا قول الشاعر:
وعين الرضا عن كل عيب كليلة ... كما أن عين السخط تبدي المساويا
وحينما نعيش بهذه الفكرة وبهذه الروح فسننشأ في بيئة متحابة نقية ومتعاونة تعمل من أجل بناء
أسرة متماسكة ينعم أفرادها بالحب والهدوء وهنا تتفجر طاقاتنا الكامنة من أجل صناعة الحياة
وعمارة الكون .
وهي دعوة صادقة لي ولكم أن نعيش حياتنا ونحن نحمل قيمة الجمال المتجدد حتى لا تصبح الحياة
كئيبة ورتيبة وعلينا حينما ننظر لشيء ما أن ننظر له من عدة زوايا فإن تغيير زاوية النظر تساعد
على تغيير الصورة وتجعلها جميلة رائعة وليتذكر كل منا أن الجمال حينما يختفي من الوجود
فمعنى هذا أن الجمال اختفى من عيوننا ومن مشاعرنا . وعلى كل منا أن يتهم نفسه قبل اتهام
الآخرين وعليه أن يرفع من قيمة الجمال بداخلة حتى يرى الوجود جميلا .
وهنا أستطيع القول أن الجمال قيمة حضارية يحملها أصحاب الذوق الرفيع وهؤلاء يرون الحياة
جميلة ويرون كل ما حولهم جميلا فهم يعيشون بنفوس مطمئنة ونفوس منطلقة للحياة يألفهم
الجميع ويألفون الجميع والكل يُسر بوجودهم في حياتهم .