غزة-النهارالاخبارية
خوف وقلق وارتياب يرتسم على وجوه أصحاب عربات الكارو بعد ان اقتحمت عربة التكتك حياتهم وأصبحت ستحل بالتدريج محل عرباتهم التى تجرها البغال والحمير.
حيث أصبح يعانى سوق البغال والحمير بغزة بالتزامن مع وجود التكتك من قلة إقبال المواطنين علية بشكل غير مسبوق بعد أن قامت مجموعات من العربنجيه بتغير وسيلة تنفيذ المهنة المتداولة بإسم الكاره بالتكتك المستحدث مؤخرا في غزة عبر الأنفاق خلال العامين الأخيرين ومنذ أن شددت إسرائيل حصارها على غزة.
وأصبح التكتك والمكون من ثلاثة عجلات يحظى باهتمام كبير من الغزيين بحجة انه يتماشى مع المظاهر الحضارية مما جعل العاملين الذين كانوا يعملون داخل تل أبيب بشرائه وأصبح المواطن فى غزة لا يكاد يسير بشارع من شوارع القطاع إلا ويجد دراجة التكتك تسير بالقرب منه خاصة بعد أن زاد عددها في الفترة الأخيرة .
فى سياق التقرير التالى يعرض مراسل النهار الاخبارية نزار المزين مدى قبول ورفض وجود التكتك لدى المواطنين خاصة أصحاب العربات التى تجرها الحمير والذى ركلها التكتك بعجلاته وسلمها رسالته التى مفادها شكرا ذهب وقتك والان وقتى لإكمال الدور!!
ترحيب
بلال من شمال غزة عاطل عن العمل قبل ثلاث شهور استقرض من خاله الحاج خالد مبلغ من المال لشراء تكتك للعمل وجني الرزق بدلا من المكوث مابين أزقة الشوارع
ويقول بلال لمراسل النهار الإخبارية : دفعني الفقر وسوء الحال في ظل الحصار الخانق أن اقتني تكتك لإنقاذ أسرتي المكونة من اثنا عشرة فردا من الجوع والحرمان ،.
ويختم بلال: عندما بدأت العمل على التكتك واجهتني مشاكل عديدة كالآخرين من أصحاب التكاتك كان أهمها رفض المواطنين الاستعانة بنا لعدم وجود تأقلم من طرفهم مع الوضع الجديد ولكن سرعان ما تغير الحال واندماج المواطن واعتاد على ذلك الأمر فأصبح لي دخل بسيط يؤويني وأسرتي .
ومن دير البلح يقول عبد السميع لمراسلنا:كنت قبل هذا الوقت صاحب ثلاثة عربات واعمل مع أخوتى الصغار عليهم في مجال النقل بأنواعه المختلفة حيث الألم والجهد والتعب الشديد مقابل تحصيل مال قليل فقمت ببيعهما واشتريت دراجة تكتك لأن العربات تحتاج لوقت طويل في المشي مما يؤدي ذلك إلى تحديد العمل وكسب قليل لا يساعدني في قضاء احتياجاتي أنا وأسرتي التي أتكفل بها بعد وفاة أبي
ويتابع عبد السميع: أن احتواء التكتك أفضل بكثير من العربات كونه سريع و يوفر علينا الوقت والمال والجهد كما يمكن استخدامه في أشياء عديدة منها نقل البضائع وتوزيعيها على المحلات التجارية وكذلك نفل الأثاث ومواد البناء والخضار من المزارع إلى الأسواق والبيوت وكذلك يستخدم كوسيلة نقل للمواطنين وطلاب المدارس ويشارك الناس في مواكب الأفراح والأحزان عكس البغال حيث تحتاج يومياً للطعام والأدوية وتنظيف فضلاتها مما كان يجعلني في وضع إرهاق دائم ومنظر قبيح.
خراب بيوت
ويختلف أبو عنتر عن سابقيه والتذمر باديا على وجهه ويقول: امتلك عربه و شعبية كبيرة عند المتسوقين وبائعي الخضروات في سوق و أرجاء مدينة رفح وكنت استيقظ للخروج يوميا إلى أسواق المحافظة مع زقزقة العصافير وبزوغ الشمس وأعود عند غروبها وكان تحصيلي المادي في اليوم الواحد أكثر من (خمسين ش) .
ويتابع أبو عنتر:تزوجت و أنجبت أطفال كنت أعيش في خير وفير لكن ما أن ظهر كابوس التكتك تغير الحال وأصبح من المحال فكل ما اعمل به الآن لا يمكني من تلبية جزء بسيط من احتياجات أسرتي اليومية ولعنة غلاء الأسعار تطاردني
ويضيف : سائقين التكتك ينقلون بتسعيرة سائقين العربات اى أن الجهتين متساويتين والمواطن أصبح يستعين بتكتك كونه أسرع وأوجه من العربة كما لا يمكن لي استبدال عربتي بتكتك أو العمل بشيء أخر كوني تعودت على هذا الأمر .
ويطالب أبو عنتر الجهات المعنية بوضع الحلول المناسبة مشيرا إلى أن العديد من أصحاب العربات سيعملون جاهدين خلال الأيام القادمة من اجل تقديم شكاوى للجهات المعنية بقضيتهم للتعبير لهم عن الظلم الذي لحق بهذه الشريحة الكبيرة والتي تؤوى بيوت مستورة وتسبب التكتك في خرابها .
مساوئ وايجابيات
ويقف هاني الرفحاوى بعيدا عن أبو عنتر معللا سبب إقبال كثير من الشباب على شراء دراجة التكتك حيث قال: بغض النظر عن المشاكل التي قد تسببها فإن انخفاض أسعارها ومرض الفقر الذي يجتاح أعداد كبيرة من سكان غزة هو الذي يشجع على شرائها
وعن مساوئها قال :الأحياء الشعبية والريفية بغزه تسجل أعداد كبيرة لتواجد العربات بداخلها حيث يقوم أصحابها بوضعها في بنايات خاصة وسط السكان مما ينتج عن ذلك أمراض عديدة .
ورغم تلك المساوئ إلا أن أصوات عديدة في الشارع الغزي تنادي باستبدال العربة بتكتك موضحا ذلك المواطن محمود الشحري .
ويوضح الشحرى السبب ويقول:مبررات ذلك الأمر والتي تتمثل في الأزمة المرورية التي تسببها العربات خاصة في الشوارع الرئيسية والتلوث الناتج عن مخلفات الحيوانات والمظهر اللاحضاري الذي تسببه بشرط أن يقابل ذلك الأمر تأهيل سائقين التكتك بشكل كامل.
وجراء الحوادث التي سببتها الدراجات النارية يرفض المواطنين نمر وكرم وحسين استخدام التكتك بأي حال من الأحوال والتي أودت بحياة العشرات من أطفال وشباب وشيوخ ونساء غزة مطالبين الإدارة العامة للمرور بضرورة فرض القانون والنظام على وسيلة النقل الشائعة للاستعمال حاليا التكتك والذي يحظ بلقب الموت .
وكان قد أوصى مشاركون في ورشة عمل نظمتها نقابة المهندسين بالتعاون مع وزارة النقل والمواصلات في غزة بضرورة استبدال عربة الكارو بالتكتك.وتسجيلها ووضع اللوحة الفسفورية عليها للحد من حوادث الطرق، وأيضا البدء بعد حملة إعلانية بمنع عربات الكارو من دخول شوارع محددة.وذلك بسبب الأزمة المرورية التي تسببها عربات الكارو خاصة في الشوارع الرئيسية، والتلوث الناتج عن مخلفات الحيوانات والمظهر اللاحضاري الذي تسببه.
فيما أوضح رئيس نقابة المهندسين كنعان عبيد أن عملية إدخال التكتك بدل الكارو كانت تلقائية من دون تدخل من جهات الاختصاص، سواء بتشجيع أو منع استخدام الكارو، وقال: نعمل الآن على تسريع عملية استبدال الكارو بالتكتك لإنهاء ظاهرة الحمير، وذلك لأننا مجتمع حضاري .مرتئيا أن الكارات تشكل عائقًا اقتصاديًا، لأنها تعيق حركة المرور بشكل عام مطالبا بالعمل على إدخال سيارات تكتك، وليس عربات تكتك، لأنها سهلة التحرك وتستخدم وقود أقل وصديقة للبيئة ورخيصة الثمن، وذلك لتسهيل اقتنائها من قبل المواطنين.
وبدورنا نقول: للحصار والإغلاق دور في تجسيد معاناة هولاء فمن حق الجميع أن يبحث عن ما يكفل له العيش بكرامه لكن على الجانب الأخر من القضية تقف ضحية لا يمكن غض النظر عنها وهو صاحب العربة أليس من حقه أن يحيا حياة كريمة كالآخرين؟؟؟ فما البديل له ولمن يلجأ؟؟؟