كلمة تتألف من خمسة حروف ، لكن معانيها الجميلة تفوق الوصف ، ولا نستطيع الاحاطة بمعانيها البراقة ، ودلالاتها المتلألئة بعدد محدد من الكلمات ، وتعريفها يختلف باختلاف الأشخاص ، وتباين اتجاهاتهم الفكرية ، وتنوع ميولهم العاطفية ، فما هي الصداقة ؟ هل هي الاختلاف ام التوافق ، وهل يمكن التوافق في كل الأمور ،
الصداقه ضروريه لنا لتطور حياتنا.. وقالوا لا حياة بعد صديق..فتخيلوا الحياة بدون صديق. فالصداقه من الصدق فهي اساس نشر الالفه والمحبه بين كافة الناس.. ومن خلالها يستطيع اي فرد في المجتمع ان يسرد همومه ومشاكله.
الصداقة بمعناها الحقيقي فيها أمر عظيم الشأن رفيع المقام، فالإنسان لايستطيع أن يعيش بمفرده في معزل عن الآخرين , ومن هنا وجب على المرء أن ينتقي ويصطفي من يخالط ومن يختاره لصحبته بوعي وبحرص وإدراك، وذلك لأن الصداقة يترتب عليها صلاح الدنيا وفلاح الآخرة،
واذا كان لابد لنا من الصديق في الحياة كما يقولون بعض الاعراب...فيجب علينا الا نخطىء في اختيار الـصــديــق...
فالصديق عنوان لصديقه وكما قيل (قل لي من تصاحب أقل لك من أنت)
قال الشاعر:
عن المرء لاتسأل وسل عن قرينهفكـل قريـن بالمقـارن يقتـدي
قال الشافعي:
سلام على الدنيا إذا لم يكـن بهـاصديق صدوق صادق الوعد منصفا
فمن هو الصديق الذي يجب ان نصادق ونصدقه ونسعد بصدق صداقته..
هذا الصديق هو الذي إن نسيت الله ذكرك وإن زللت أنهضك وإن اخطأت صوبك وإن اعوججت قومك فترى ان الصديق الصالح كله نفع في الدنيا بل إن هذا النفع يمتد ويستمر حتى يوم القيامة.
أما علمت ان الأصحاب جميعاً كلهم في عداء يوم القيامة فيما عدا صنفا واحدا وهم الذين قامت صداقتهم على طاعة الله قال سبحانه: ((الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين)).
ومن هنا وجب على المرء حسن اختيار الصديق ليفوز في الدارين الدنيا والآخرة وأن يصاحب من تذكره بالله رؤيته ويرغبه في الآخرة عمله ويزيد في عمله قوله كما قال عيسى بن مريم عليه السلام.
وعلى المرء أن يجتنب صحبة الجاهل لأن صحبته تورد المهالك كما قال سبحانه: ((وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما)).
وألا يصاحب صاحب بدعة كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية ((إن صاحب البدعة تنتقل عدواه كما تنتقل عدوى الجمل الأجرب)).
ولكن للأسف للصداقه مفهوم مغلوط عند كثير من الناس إذ يعرفون الحب و الصداقة من خلال مفهوم أناني . فالصديق بالنسبة إليهم يجب أن يكون رهن الإشارة في كل لحظة ؛ و يجب أن يكون مستعدا و جاهزا لتنفيذ رغباتهم في كل فرصة .
و أما الصديق الحبيب ـ في مفهومهم فهو ذاك الشخص المستعد دائما للتضحية بكل غال و رخيص في سبيل إسعادهم ، و الذي يجب ان يكون بكليته جسما و شعورا مشاركا لهم في أفراحهم و اتراحهم و ألامهم .
قد لا يكون هذا التعريف خطئا و لكنه حتما ناقص , أو بالا حرى حبا و صداقة تحكمها الأنانية البحته.....
انه تعريف يتكلم عن جانب الأخذ ؛ و لا يتكلم عن جانب العطاء ؛ يتكلم عن الاستقبال ؛ ولا يتكلم عن الإرسال .
رغم ان العطاء هو أجمل و أروع ما في الحب .... و مافي الصداقة ....
الحب و الصداقة هما تبادل في المشاعر و في التضحيات ؛ فبيد نعطي ...و بالأخرى نأخذ ؛ بلسان نقوى و بأذن نتقوى .
انه رصيد في مصرف بقدر ما تضع فيه الى حسابك بقدر ما تجد حبا و صداقة عند حاجتك .
انه اخذ و عطاء ؛ قول و عمل ؛ بذل و تضحية .
الم تر إلى الكفين كيف تغسل أحداهما الأخرى ؛ ولو ان أحداهما أبت ان تبادل أختها خدمتها في غسلها و اكتفت بتلقي مساعدتها دون تقديم أي عون لها ؛ فماذا نقول عنها؟
ماذا ستكون النتيجة نظافة ناقصة غير تامة ....
إنها يد ذات أثرة و جشع ؛ تريد ان يسعى الجميع لخدمتها دون ان تقدم هي بدورها لا حد شئ .....و هي حقيقة أسوا من اليد العاجزة التي لا تستطيع خدمة الآخرين لعاهة إصابتها .
ان اليد التي اعتادت على تقبيل الناس لها . و لم تمتد يوما الى مساعدة او لمسة حب . هي يد متكبرة او كسولة . او أنانية ....
و في جميع الحالات لا تستحق الحب او الصداقة .....
فليكن شعارنا مع أحبابنا و أصدقائنا العمل الطيب . و القول الصائب و قضاء الحوائج و مشاركة المشاعر المختلفة من فرح او حزن
و سنلقى جزاء ذلك حبا حقيقيا و صداقة متينة في الدنيا و ثوابا كبيرا و جنات عدن في الآخرة