أسوأ مافي الحياة اثنان.. أنت وأنا
الكاتب: ماجدولين الرفاعي
قالت له بعد أن أرهقها جمع الهواء في سلال، وعلى مدى علاقة مفعمة بالود:
أسوأ مافي الحياة أنا وأنت،أنا لأنني لم استطع فهمك، وفهم طبيعتك، التي أرقتني كثيراً وجعلتني أتحول إلى امرأة من نار، تشتعل في قلبي الحرائق كلما هبت رياح لامبالاتك واستهتارك بمشاعري وأحاسيسي
وأسوأ مافي الحياة أنت، لأنك لم تدرك حجم محبتي، ولم تصل لمستوى اهتمامي الكبير بك، واحترامي الأكبر لوجودك، الذي كرّست له جلّ وقتي وعمري وجلّ مشاعري وقد اعتبرت لطفي ضعفا وحبي هزيمة،قربي منك جعلك تشعر بأنني ملكك، فرحت تبحث عن أملاك أخرى تضيفها الى رصيدك في بنك اللعب على الحبال.
أسوأ مافي الحياة أنا، لأنني لم استطع تغييرك كما كنت أحلم يوم التقينا أول مرة، وتعاهدنا يومها على السير قدماً يداً بيد نحو مستقبل نبنيه معاً في ظلال الأمنيات، وتركتك تعبث بأيامي وتهدم الهرم الذي بنيناه معا،لم استطع إقناعك أن الحياة زهرة ياسمين، علينا تنشق عبيرها والاستمتاع بشكلها قبل أن تذبل وتضمحل روعتها، سيئة أنا لأنني أعطيتك كل شيء دون تردد ولهذا فقدت الآن كل شيء اذا ماذا أعطيك بعد؟
أسوأ مافي الحياة أنت، لأنك نسيت أني رقيقة بما يكفي كي تجرحني أكاذيبك وادعاؤك ببراءة تصرفاتك التي تقتلني غيظاً وغضباً، سيئ أنت لأنك لم تستطع تقديم السعادة لقلبي الذي دخلته دون استئذان، وأقمت فيه دون تأشيرة دخول أو أية أوراق ثبوتية، وأصبح نبضه نبضك.
أنت سيِّئ لأنك امتهنت تعذيبي، فصارت سعادتك مرهونة بدموعي وقلقي وشكي،مرهونة ابتسامتك بحدة سخطي على كل شيء.
أسوأ مافي الوجود أنا لأنني ظننت أن الصدق ينجي، وأن الإخلاص ملح الحياة، وان الوضوح هو الطريق الأقصر للوصول إلى قلب الأمان معك، ولكنني اكتشفت أخيراً أن جميع تلك الأشياء باتت في زمن الرداءة ضعف وهزيمة وانكسار.. يتلوه انكسار.
سيئة أنا لأنني عاملتك كطفل طيب، ولم أقلم أظافرك التي لم ألحظ نموها أصلاً،سيئة أنا لأنني افترضت عن حسن نية أنك ملاذي وبيتي الذي ليس لي غيره،ظننتك الصدر الحاني الذي أوسده رأسي فأغفو بهدوء وطمأنينة تامة
أسوأ مافي الحياة أنت لأنك افترضت جدلاً أنني غبية، ولم أفهم أنك طفل عابث تكسر ألعابك ثم تبكي عليها!
أنت سيِّئ لأنك أقنعتني بكل بساطة أن المستقبل لنا، وأننا بنينا عشنا كعصفورين فوق أرض صخرية، فاكتشفت مؤخراً أننا أقمنا جميع أركان بيتنا فوق رمال متحركة سرعان ماابتلعت كل شيء.
أعترف لك أنني سيئة تماماً لأنني عاملتك وكأنك أحد أملاكي، وتعبت وأنا أرسم الخطط لأفضل الطرق للحفاظ عليك.
سيِّئ أنت لأنك افترضت جدلاً أنك امتلكتني، فرحت تمنع عني ضوء الشمس ونور القمر، خشية أن يشداننا نحو السماء فأضيع منك وتضيع مني!
تعال لنعترف.. أن أسوأ مافي الحياة،أنت وأنا، لأننا لم نستطع أن نتفهم أن الحياة أنا وأنت معا تحت ظلال الحب والأمل والمستقبل النظيف ..