قال ابن القيم -رحمه الله تعالى- : "وأمرَ الله تعالى نبيَّه أن يأمر المؤمنين بغضِّ أبصارهم، وحفظ فروجهم، وأن يعلمهم أنه مشاهد لأعمالهم، مطلع عليها، يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور. ولما كان مبدأ ذلك من قبّل البصر؛ جعل الأمر بغضِّه مقدمًا على حفظ الفرج؛ فإن الحوادث مَبدؤها من النظر، كما أن معظم النار من مستصغر الشرر، ثم تكون نظرة، ثم تكون خطرة، ثم خطوة، ثم خطيئة، ولهذا قيل: من حفظ هذه الأربعة أحرز دينه: اللحظات، والخطرات، واللفظات، والخطوات.
فينبغي للعبد أن يكون بواب نفسه على هذه الأبواب الأربعة، ويلازم الرباط على ثغورها؛ فمنها يدخل عليه العدو فيجوس خلال الديار، ويتبر ما علا تتبيرا" ا.هـ الداء والدواء
وفي البخاري: قال سعيد بن أبي الحسن للحسن: إن نساء العجم يكشفن صدورهن ورءوسهن؟ قال: اصرف بصرك يقول الله تعالى: {قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ