دموع الاشتياق عضو فعال
عدد المساهمات : 519 تاريخ التسجيل : 15/12/2009
| موضوع: حكايه بتحبها البنات فقط((الحطاب وبناته الثلاث)) الثلاثاء مارس 16, 2010 5:36 pm | |
| الحـطّاب وبناته الـثلاث
كان في حطّاب فقير جداً كبيراً في السن عنده ثلاث بنات، يحطب كل يوم بعض الحطب يبيعه ويشتري بثمنه قليلاً من الطعام لبناته بحيث لا يكاد يسد الرمق. استمر على هذا الحال حتى انهدّ حيله وضعفت قوته، ولم يعد يقوى على العمل، فقرّر أن يتخلّص من بناته ويرتاح من همهنّ، فأخذهن إلى الغابة بحجة أنهن سيساعدنه، وبعد فترة من العمل جلس الجميع على حافة البئر ليرتاحوا.
ادعى الحطاب أن المسلّة وقعت منه في البئر، فطلب من ابنته الكبيرة أن تنزل إلى البئر لتبحث عن المسلّة فدلاّها بالحبل، وبعد قليل نادته ابنته أنها لم تجدها، فأنزل ابنته الوسطى وقال لها: أربع عيون يرون أفضل من اثنتين. أيضاً بعد مدة من الزمن نادته الوسطى أنها لم تجد المسلّة، فأنزل البنت الصغيرة وقال لها: ست عيون يرون أفضل من أربع، ثمّ دلاّها بالحبل إلى أخواتها، ولما أصبحت أسفل البئر رمى الحبل في البئر وتركهم ومضى في حال سبيله.
بقيت الأخوات يفتشن حتى يئسن من إيجاد المسلّة، فأخذن ينادين أباهم ليخرجهم من البئر، لكن دون فائدة حتى تعبن وشعرن بالجوع، فبكين كثيراً حتى نعسن ونمن، وبعد ساعات أفاقت الصغيرة، فقامت تتلمّس جدران البئر في الظلام فمرّت على فتحة صغيرة يدخل منها هواء بارد، فدخلت منها بصعوبة، فإذا هي في دار كبيرة واسعة في وسطها شجرة كبيرة معلّق بأغصانها صيد كثير من الغزلان والطيور، فشمّرت عن يديها وعملت بهمّة ونشاط، ونظّفت الدار وكنّستها، ورشّتها بالماء ورتّبتها، وأنزلت الصيد ونظّفته وقطّعته، ووضعته في قدر كبير وطبخته وطبخت معه قدراً من البرغل، ثم رتّبت المائدة وصفّت عليها الطعام، وملأت صينية من الطعام وحملتها، وعادت بها إلى أخواتها، فتعجبوا من أمرها وسألوها من أين هذا الطعام وكيف وجدته، فروت لهم ما جرى معها، فأكلوا حتى شبعوا وحمدوا الله ثم ناموا حتى الصباح.
أما الدار فقد كان أصحابها ثلاثة فرسان شجعان يسمّون:" علاء وحسن وحسين " يخرجون كلّ يوم إلى الصيد ولا يعودون إلى المساء، ذلك اليوم عادوا فرأوا العجب، المائدة مرتّبة وعليها أشهى الطعام، تفوح منه أطيب الروائح، لم يذوقوا مثله في حياتهم، فعرفوا أن أحداً ما دخل الدار في غيابهم، وفعل كل هذه الأعمال، فأكلوا بنهم وشبعوا وناموا إلى الصباح.
في اليوم الثاني عندما عادوا إلى البيت رأوا الأمور ذاتها قد حدثت فزاد استغرابهم، وقرّروا أن يعرفوا من يأتي في غيابهم، ويصنع كل هذه الأعمال، واتفقوا أن يبقى أخوهم الكبير حسين ليكشف لهم السر. لكن حسيناً جلس فترة طويلة من الليل حتّى ملّ ونعس ونام، ولما عادوا أيقظوه من النوم، وقد جرى ما يحدث في كل يوم، ولم يتمكن حسين من معرفة الحقيقة. في اليوم التالي بقي الأخ الأوسط حسن، فجرى معه مثل ما جرى مع حسين ونام ولم يعرف ما يحدث، فجاء دور الأصغر علاء فصمّم على كشف السر مهما كلّفه الأمر.
جلس علاء يراقب ساعات طويلة من الليل حتى أحسّ بالنعاس، وحتى لا ينام أحضر دلواً ملأه بالماء، وعلّقه في الشجرة وجلس تحته، فكان تسقط على وجهه نقطة ماء كل لحظة، فتنبهه من غفلته فبقي مستيقظاً طوال الوقت، وبعد منتصف الليل رأى فتاة رائعة الحسن والجمال تدخل إلى الدار من الطاقة الصغيرة، وشاهدها كيف تنظف وترتب وتصنع وتطبخ الطعام، وتجهّز المائدة، وعندما انتهت وحملت صينية الأكل إلى أخواتها، هجم عليها علاء وأمسك بها وصاح بها: أنت إنسية أم جنية ؟
خافت الفتاة منه ولاذت بالصمت ولم تجبه، فأجلسها وبقي يسايرها ويحدّثها بألطف الكلام حتى اطمأنت، فروت له قصتها من أولها إلى آخرها، فذهب معها وأحضر أخواتها وأعطاهم الأمان، وجلسوا جميعاً يتسامرون حتى حضر إخوته، ففرحوا بهن كثيراً، وتزوج كل منهم الفتاة التي تماثله بالعمر، وعاشوا جميعاً في السرور والهناء وراحة البال والصفاء. | |
|