بســم الله الـرحمــن الرحيــم
1 - تعريف بالشيخ العلامة ابن قدامة المقدسي
هو الشيخ الإمام العلامة : موفق الدين أبو محمد عبدالله بن أحمد بن محمد بن قدامة بن نصر المقدسي الجمّاعيلي ثم الدمشقي الصالحي الحنبلي .
ولد رحمه الله بجمَّاعيل إحدى قرى مدينة نابلس سنة 541 هــ ، في أسرة عرفت بالعلم والصلاح ، هاجر مع أهل بيته وأقاربه إلى دمشق وله عشر سنين
حفظ القرآن وحفظ مختصر الخرقي في الفقه ، وسمع من والده وغيره وقرأ على المشايخ الكبار .
تنوعت رحلاته رحمه الله في طلب العلم فرحل إلى بغداد هو وابن خالته الحافظ عبدالغني بن عبدالواحد بن علي المقدسي وأقاما هنا أربع سنوات أتقنا خلالها الفقه والحديث والخلاف، ثم انتقلا إلى رباط النعَال واشتغلا على ابن المنَيّ ، ثم عاد رحمه الله إلى بغداد ومعه عماد الدين أبو إسحاق إبراهيم بن عبدالواحد بن عبدالغني المقدسي فأقاما سنة، حج سنة 573 هـ ، فسمع بمكة وفي طريق العودة وصل إلى بغداد حيث بقي فيها سنة كما رحل إلى الموصل وأخذ العلم عن أساتذة هذه المدن الأربعة ..
أقوال العلماء وأئمة الأمة فيه رحمه الله
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : لم يدخل الشام بعد الأوزاعي فقيه أعلم من موفق الدين !
وقال الصفدي : كان أوحد زمانه إمام في علم الخلاف والفرائض والأصول والفقه والنحو والحساب والنجوم السيارة والمنازل .
وقد وصفه الذهبي بأنه كان من بحور العلم وأذكياء العالم .
وقال الكتبي ــ صاحب فوات الوفيات ــ : كان إماما حجة مصنفا متفننا محررا متبحرا في العلم كبير القدر .
ويقول ابن رجب الحنبلي : الفقيه الزاهد الإمام شيخ الإسلام وأحد الأعلام ، وقال أيضا : هو إمام الأئمة ومفتي الأمة خصه الله بالفضل الوافر والخاطر الماطر .
ونقل الذهبي عن الضياء المقدسي قوله : سمعت المفتي أبا بكر محمد بن معالي بن غنيمة يقول : ما أعرف أحدا في زماننا أدرك درجة الإجتهاد إلا الموفق .
من مشايخه رحمه الله ..
عبدالرحمن بن علي بن الجوزي إمام عصره في الوعظ صاحب التصانيف الكثيرة وقد حدّث عنه .
عبدالقادر بن عبدالله الجيلي أو الجيلاني شيخ بغداد العالم الزاهد المعروف .
شُهدة بنت أحمد بن الفرج الدينورية فخر النساء الكاتبة المعمَّرة مسندة العراق كانت ديّنة عابدة صالحة كان لها برّ وخير سمع عليها خلق كثير وكان لها السماع العالي ألحقت فيه الأصاغر بالأكابر وكان سماعها صحيحا واشتهر ذكرها وبعُد صيتها .
هبة الله بن الحسن العجلي السامري المعروف بابن الدقاق ، كان مسند بغداد صحيح الرواية متدينا وهو أقدم مشايخ موفق الدين ..
وقد تتلمذ على يديه علماء كثيرون منهم :
عبدالرحمن بن عبدالغني بن عبدالواحد المقدسي الفقيه الزاهد وكان يؤم معه في جامع بني أمية بمحراب الحنابلة وهو صاحب تصانيف نافعة وكان ربانيا ديّنا حافظا .
عبدالعظيم بن عبدالقوي المنذري ، المحدث والفقيه الشافعي المعروف ، لم يكن في زمانه احفظ منه وهو صاحب كتاب " الترغيب والترهيب " .
عثمان بن عبدالرحمن الكردي أبو عمرو المعروف بابن الصلاح كان من كبار الأئمة حافظا ورعا زاهدا له مقدمة مشهورة في علم الحديث .
من مؤلفاته رحمه الله :
روضة الناظر وجنة المناظر
الكافي في فقه الإمام أحمد
المغنى
المنتخب من علل الخلال
كتاب التوابين
توفي رحمه الله يوم الفطر سنة 620 هــ ودفن بجبل قاسيون خلف الجامع المظفري .