بســم الله الـرحمــن الرحيــم
10- توبة صاحب الخورنق
أخبرنا عبد الله بن عبد الرحمن أنا علي بن إبراهيم انا رشأ انا الحسن بن إسماعيل انا أحمد بن مروان قال ثنا محمد بن عبد العزيز ثنا أبي عن بهلول بن حسان عن إسحاق بن زياد عن شبيب بن شبة عن خالد بن صفوان بن الأهتم قال:
إن ملكا من الملوك خرج إلى الخورنق والسدير في عام قد بكر وسميه وتتابع وليه وأخذت الأرض فيه زخرفها وزينتها وكان قد أعطي بسطة في الملك مع الكثرة والغلبة والقهر
فنظر فأبعد النظر فقال لجلسائه لمن هذا قالوا للملك قال فهل رأيتم أحدا أعطي مثل ما أعطيت
قال وكان عنده رجل من بقايا حملة الحجة ولم تخل الأرض من قائم لله بحجته في عباده فقال أيها الملك إنك قد سألت عن أمر أفتأذن لي بالجواب عنه قال نعم
قال أرأيت ما أنت فيه أشئ لم تزل فيه أم شئ صار إليك ميراثا وهو زائل عنك وصائر إلى غيرك كما صار إليك قال كذلك هو قال فلا أراك إلا أعجبت بشئ يسير لا تكون فيه إلا قليلا وتنقل عنه طويلا فيكون غدا عليك حسابا
قال ويحك فأين المهرب وأين المطلب وأخذته القشعريرة قال إما أن تقيم في ملكك فتعمل فيه بطاعة الله على ما ساءك وسرك وأمضك وإن وأرمضك كما وإما أن تنخلع عن ملكك وتضع تاجك وتلقي عليك أطمارك وتعبد ربك في هذا الجبل حتى يأتيك أجلك فقال إني مفكر الليلة وأوافيك في السحر فأخبرك بإحدى المنزلين
فلما كان في السحر قرع عليه بابه فقال إني اخترت هذا الجبل وفلوات الأرض وقفر البلاد وقد لبست علي أمساحي ووضعت تاجي فإن كنت رفيقا فلا تخالف فلزما والله الجبل حتى أتاهما أجلهما جميعا
وهو الذي يقول فيه أخو بني تميم عدي بن زيد العبادي
أيها الشامت المعير بالدهر * أأنت المبرأ الموفور
أم لديك العهد الوثيق من الأيام * بل أنت جاهل مغرور
من رأيت المنون خلدن أم من * ذا عليه من أن يضام خفير
أين كسرى كسرى الملوك أنوشر * وان أم أين قبله سابور
وبنو الأصفر الكرام ملوك * الروم لم يبق منهم مذكور
وأخو الحضر إذ بناه وإذ * دجلة تجبى إليه والخابور
شاده مرمرا وجلله كلسا * فللطير في ذراه وكور
لم يهبه ريب المنون فباد * الملك عنه فبابه مهجور
وتذكر رب الخورنق إذ أشرف * يوما وللهدى تفكير
سره ماله وكثرة ما يملك * والبحر معرضا والسدير
فارعوى قلبه وقال وما غبطه * حي إلى الممات يصير