بِسْمِ الله الرَّحْمَنِ الرَّحِيم
الأحِبَّةُ في الله
السَّلامُ عَلَيْكُم ورَحْمَةُ الله وبَرَكَاتُه
كُنْتُ أبْحَثُ عَنْ بَعْض الصُّوَر عَلَى الانترنت لأسْتَخْدِمهَا في بَرْنَامِجٍ أقُومُ بتَصْمِيمه، فَوَجَدْتُ صُورَة أثَارَت في نَفْسِي إحْسَاسَاً أحْبَبْتُ مُشَارَكَتكُم بِهِ إذا سَمَحْتُم لِي، انْظُروا إلى الصُّورَةِ أوَّلاً
مَا شَعَرْتُ بِهِ ببَسَاطَة هُوَ سُؤَال سَألْتهُ لنَفْسِي:
هَلْ أسْتَطِيع أنْ أزِن كُلّ قَوْل وفِعْل وفِكْرَة وحتى النَّفَس عَلَى هذا المِيزَان قَبْلَ أنْ أقُوم بِهِ وأرَى ماذا سَأجْنِي مِنْ وَرَائه؛ أمْ أنَّنِي أسِيرُ مَعَ القَطِيع في أيّ اتِّجَاه يُوَجِّهُونَنِي إلَيْه دُونَ أنْ أُفَكِّر فِيمَا أفْعَله ومَا سَأجْنِيه مِنْ وَرَاءه؟
وإجَابَتِي بصِدْقٍ كَانَت أنَّنِي عِشْتُ عُمْرَاً أسْتَثْمِرُ في المَكَانِ الخَطَأ، وأزِنُ في الكَفَّةِ الخَاسِرَة
ولكن اكْتَشَفْتُ أمْرَاً أذْهَبَ مَرَارَة هذه الإجَابَة
طَالَمَا أنَّ الله أمَدَّ في أجَلِي إلى الآن
وطَالَمَا أنَّ الله جَعَلَ شَخْصَاً يُفَكِّر في رَسْمِ هذه الصُّورَة
وطَالَمَا هَدَانِي الله وأوْصَلَنِي إلى هذه الصُّورَة
وطَالَمَا هَدَانِي الله وجَعَلَنِي أُفَكِّر في هذه الصُّورَة بهذا المَنْطِق
إذن
فَالله لا يُرِيدُ لِي أنْ أمُوتَ عَلَى مَعْصِيَة
الله لا يُرِيدُ لِي أنْ أكُونَ خَاسِرَاً
الله لا يُرِيدُ لِي العَذَاب
الله يَفْتَحُ لِي بَابَاً للتَوْبَة كُلّ لَحْظَة
الله يُرِيدُنِي عَبْدَاً لَهُ لا للشَّيْطَان
الله يُريدُنِي صَاحِبَاً للجَنَّة ولَيْسَ للنَّار
الله يُرِيدُنِي، فَمَاذَا أُرِيد؟
بفَضْلٍ مِنَ الله عَرِفْت مَوْقِفِي، واخْتَرْت
فَمَاذَا عَنْك أنْت؟
فَكِّر في الأسْبَابِ التي سُقْتهَا إلَيْك ثُمَّ أضِف إلَيْهَا سَبَبَاً آخَر: لماذا جَعَلَكَ الله تَدْخُل هذا المَوْضُوع وتَقْرَأه
حَاوِل أنْ تُفَكِّر بَعِيدَاً عَنْ أيّ ثَقَافَات وعَادَات وأهْوَاء، حَاوِل أنْ تَتَجَرَّد لله مُخْلِصَاً ولَوْ للَحْظَة تُحَدِّد فِيهَا مَصِيرك بنَفْسك، لا أُرِيدك أنْ تَقُول مَا تُفَكِّر فِيهِ جَهْرَاً إذا لَمْ تَرْغَب ذَلِك، فلا أهْتَمّ بعَدَدِ الرُّدُود، ولكِنِّي أهْتَمّ بأنْ نَتَعَلَّم كَيْفَ نَزِن وفي أيَّةِ كَفَّةٍ نَزِن
والسَّلامُ عَلَيْكُم ورَحْمَةُ الله وبَرَكَاتُه