الكوفية من مصدر حماية إلى هوية شعب
الحطة-الكوفية-السلك-الشماغ- بلونها الأبيض وما يضاف إليه من لون أسود
وأحمرأوأخضر ، ورد ذكرها في المعجم الوسيط بأننا نسيج من حرير أو نحوه يلبس على الرأس تحت العقال
أو ما يدار حول الرقبة أوهي ما يوضع على الرأس عند الرجل من القماش وقد ارتبطت الوانها وأشكالها
بمحطات من التاريخ السياسي الفلسطيني فقد كان يلبسها الفلاحون لتقيهم حر الصيف وتجفيف العرق أثناء
حراثة الأرض أوالوقاية من البرد وكذلك أهل البادية الفلسطنية.
ارتبط ظهورها بثورةعام 1936عندما كان يخفي الفلاحون ملامحهم أثناء مقاومتهم لقوات الإنتداب البريطاني
بالكوفية البيضاء ذات العقال الأسود خوفا من الاعتقال أوالوشاية ثم بأمر من قيادة الثوره استبدل أهل
المدن الطربوش الذي كانوا يرتدونه بالكوفية للتخفيف من مطاردة الانجليز لهم التي أصبحت مهمتهم صعبة
في القرية والمدينة لأن الشعب جميعه اصبح يلبس الكوفية التي أصبحت زياٌ شعبيًا .
أثناء الحكم الأردني عام 1948ارتدى المنتسبون للجيش الاردني الكوفية ذات
اللون الأحمر و الأبيض إلى عام 1967 حيث خفف ارتداؤها خشية من ملاحقة قوات الاحتلال الاسرائيلي
لما لها من دلالة على وجود منتسبين للجيش الاردني إلا من تجاوز الخمسين من عمره كان يرتدي الحطة البيضاء.
بعد قيام الثورة الفلسطنية المعاصرة انتشرت الكوفية ذات اللونين الأسود والأبيض ونقشها (أسلاك
شائكة) لتذكر بالاضطهاد الفلسطيني من القوى الاستعمارية وأصبح يرتديها المجتمع الفلسطيني رجالهم
ونسائهم وشبابهم وبناتهم وشيوخهم وأطفالهم وغدت سمة سائدة للشعب الفلسطيني.
في عام 1974م القى الرئيس الراحل ياسر عرفات رحمة الله كلمة فلسطين في
الأمم المتحدة وهو يرتدي الكوفية باللونين الأبيض والأسود حيث أصبحت بعدها رمزا للشخصية الفلسطينية
وبالرئيس أبوعمار عرفت وانتشرت حيث كان له اسلوب خاص في وضع الكوفية على الرأس على شكل
مثلت في المقدمه مع ثنية صغيرة فوق الجبين وفردها على ظهره فيما كان يضع أحد اطرافها عند جبين صدره.
وفي النهاية لقد أصبحت الكوفية بلونيها الأبيض والأسود رمز لكفاح الشعب
الفلسطيني يرتديها المتضامنون مع الشعب الفلسطيني من كل أنحاء المعمورة أثناء احياء مناسبات
التضامن مع الشعب الفلسطيني فهي قبل أن تسكن المتحف الفلسطيني وتسكن ذاكرة وقلب الشعب
الفلسطيني نالت الاحترام والتقدير في العالم بأسره "ورحم الله درويش وهو يقول وعلى رأسي عقال فوق كوفية.