أين أنت و أنا و نحن و هم من هوية رمضان...؟؟؟
تاقت له قلوبنا الواهنة و أشتاقت له نفوسنا الثكلى
علها تجد مساحة روحانية حقة ضاعت منها بين لحظات الأيام
فبالرغم من أننا برحناه بالأمس القريب
إلا أن اشتياقنا له و كأننا إفتقدانه لسنين
ففطرة الإيمان فينا تأبى أن تتركه للحظات فما بال الأمر بالساعات و الأيام و الشهور
كل منا حاول احتضانه بنفس الإنسان الطيبة؛ بشغف المؤمن المُضني بشوق الغريب الذي أنهكه ألم فراق من رحل ووعدنا بالعودة و لم يًخلف لمرة الميعاد.
هكذا تم إستقباله من قبل ذوي النفوس الطيبة و القلوب الخيرة
والضمير لعله يعود على أنت، هو، هى، أنا، نحن وهم و القائمة تطول وتطول و لله الحمد
لكن ترى هناك من تلّقاه بنفس غير النفس الطيبة بقلب غير القلب الخير
الضمير هنا يعود و بكل تأكيد على من جُلبت نفسه على الشر،
سُلبت حنايا قلبه الرحمة،
فهو الصام أذنيه عن نداء خالقه:
(يا أيها الذين أمنوا كُتب عليكم الصيام كما كُتب على الذين من قبلكم)
صدق الله العظيم
فقد أبى و أصر و أستكبر استكبارا أن يوصف من المؤمنين ، غُطيا قلبه و عُميا قبل بصره عما إنوجد له هذا الشهر الكريم؛ الفضيل؛ الطيب
وكان و مازال في شهر التقى و الهدى :
من كبل نفسه بهواها و لم يترك لها التنعم بهُداها!!!
في حين
هناك من أصر أن يلجم نفسه عن هواها و يُفضي بها إلى تقواها
من لم يتكبد عناء تغير تصرفه والذي ينم عن عدم استحياء تجاه ربه ولو بالقدر القليل!!!
في حين
هناك من جند جوارحه لطاعة مصوره ولو بما كُلفت نفسه ما في وُسعها
و من أعتاد أن لا يقي الناس شرور نفسه قبل و لم يقيهم إياها بعد، فلم يكن الشهر رادعه ولا أمر الإله مانعه!!!
في حين
هناك من تحين الفرص لُيبعد شبح الخصام و الصد, ليُفسح مجال لمساحات خوت و خلت وأراد ملئها بالود
مساكين و يستحقون الشفقة من حوتهم أسطر الـ ( من)
فقد تبين أنه قد
((ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون))
صدق الله العظيم
فقلوبهم صدئة توشحت برداء ذو لون قاتم
نفوسهم تعبة توسمت بشريط سواده ذو بريق ناعم
و حذاري من هكذا لمعان لأنه إنعكاس لسواد نفوسهم المُنطبق عليه معنى مقولة ليس كل ما يلمع ذهباً
فأولئك أبوا أن يغتنموا فرصة العفو و الغفران، فرحوا بمشهد تناثرها أمامهم و كأن أيديهم كُبلت بمقامع من حديد
و هنيئاً ؛ولهم حق التباهي من بقوا بنفوس مطمئنة ناحية
(في حين )
فأولئك هم الفائزون حقا قلوبهم أُضيئت بنور إيمانيّ
فقد تيقنوا بأن الله من ألهم نفوسهم فجورها و تقواها وأنه قد أفلح من زكاها و قد خاب من دساها
إخوتي؛
أحبتي في الله
سارعوا إلى مغفرة من ربكم و جنة عرضها السموات و الأرض أعدت للمتقين
تحرروا من قيود الهوى اللآمتناهي ولو بالقدر القليل و بما في وسعكم وطاقتكم
فالحسنة كما نعلم في هذا الشهر اجرها سبعين ضعف
إبتعدوا مُسرعين مخلفين ورائكم كلما ما ينهش خيركم و يُنمي شركم
يقول سبحانه و تعالى :
ادعوا ربكم تضرعاً و خفية إنه لا يحب المعتدين (54) ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها و إدعوه خوفاً و طمعاً إن رحمت الله قريب من المحسنين(55)
صدق الله العظيم
(( سورة الأعراف))
و شهركم هذا فرصتكم الحقيقة فلا تتركوها تنفلت من بين أيديكم لتتحسروا عليها فيما بعد
فرصة إختبار ماتهوى النفس و تعشق بعيداً عن وسوسة الشياطين المصفدة
فرصة تهذيب الذات
فرصة إكساب النفس مالم تستطع إكتسابه في أيام دون أيام رمضان
أدامكم الله بنفوس ملؤها الإيمان و التقى
وليثبتكم بها الله في سائر الأيام
وليوفقكم لخير ما يرضاه